نهي النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه عن قطع رأس الدابة :
نقف اليوم عند توجيه قد وجهه النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه وهو أن يمتنع الذابح عن قطع الرأس ، كانوا في عصر النبي لا يعرفون ما معنى هذا ، لكنهم يلتزمون تمام الالتزام بتوجيهه عليه الصلاة والسلام.
يوضح الدكتور محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والسلام والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحقيقة أن مسالخ العالم كلها تعلق الدابة من رجليها ، وتقطع رأسها ، لكن النبي له توجيه رائع ، ولا أحد يعرف حكمته ، نهى أصحابه عن قطع رأس الدابة ، وأمر أن يبقى رأسها موصولا بها هذا التوجيه يحتاج إلى تمهيد.
الدابة أدركت الخطر فالنبض يرتفع إلى مئة و ثمانين نبضة ، لو أن النبض بقي ثمانين نبضة ، يخرج من الدابة خمس الدم فقط ، لو بقي الرأس موصولا بالجسم يتلقى القلب الأمر الاستثنائي من الدماغ ، يرتفع النبض إلى مئة و ثمانين ، عندئذ يندفع الدم كله ، لذلك هذه هي الحكمة من أن النبي أمر بتزكية الذبيحة ، أي أنت حينما تبقي رأسها موصولا بها استفدت من الأمر الاستثنائي الذي يأتي عن طريق الدماغ إلى القلب برفع النبض ، لو قطعت رأسها لا يوجد أمر استثنائي ، ينبض القلب ثمانين نبضة ، يخرج ربع الدم ، ويبقى باقي الدم في الجسم ، لذلك لون اللحم الذي ذبح وفق الطريقة الإسلامية زهري شهي.
الله عز وجل زود الجسم بآلية معجزة :
القلب ينبض ثمانين نبضة بأمر ذاتي ، في القلب ثلاثة مراكز كهربائية ، مركز أول وثان وثالث ، لو تعطل الأول لعمل الثاني ، لو تعطل الثاني لعمل الثالث ، عندنا مركز كهربائي يعطي أمرا بالنبض الذاتي ، القلب لأنه أنبل عضو في الجسم ، وأخطر عضو ، وعلى نبضه تتوقف الحياة ، لا يخضع القلب للشبكة العامة إن صح التعبير عنده مولدة خاصة ، عنده مركز كهربائي خاص به ، هذا المركز لو تعطل هناك مركز ثان يقوم محله ، لو تعطل الثاني هناك مركز ثالث ، هذا المركز الكهربائي مهمته إعطاء أمر بالنبض ثمانين نبضة فقط ، لكن حين يصعد جبلا ، أو يرتقي درجا ، أو يحمل وزنا ثقيلا ، أو يحتاج إلى أن يعدو هربا من عدو ، فهذه الجهود العالية جدا تحتاج إلى دم كثير ، والدم الكثير يحتاج إلى نبض سريع ، والنبض السريع لا يكون من القلب ، من أين يأتي النبض السريع؟ هنا السؤال ، قال : هذا النبض السريع يأتي بآلية بالغة التعقيد ، فالإنسان حينما يدرك الخطر ، فالدماغ ملك الجهاز العصبي أو يعطي أمرا إلى الغدة النخامية ، هذه ملكة الغدد ، كما أن الدماغ ملك الجهاز العصبي ، الغدة النخامية لا يزد وزنها عن نصف غرام ، وهي ملكة الغدد الصماء في الجسم ، الغدة النخامية مهمتها إدارة الأمور الهرمونية ، الغدة النخامية تعطي أمرا للكظر ، تلك الغدة التي فوق الكليتين ، هذا الكظر يتلقى أمرا من الغدة النخامية ، هذا الكظر يأمر بخمسة أوامر ، يأمر القلب برفع النبض فيرتفع نبض القلب من ثمانين نبضة إلى مئة و ثمانين نبضة بأمر من الكظر ، وبتوجيه من الغدة النخامية التي هي زميلة الدماغ ، الأمر الثاني يذهب إلى الرئتين ليزداد الوجيب خمسة أضعاف ، فالخائف نبضه عال جدا ، وهو يلهث ، ورئتاه تتحركان بسرعة بالغة ، والأمر الثالث يذهب إلى الأوعية المحيطة بالجلد تضيق لمعتها فيصفر لون الخائف ، والأمر الرابع إلى الكبد لإطلاق كمية سكر إضافية ، حتى يكون وقودا لهذه الحركة الاستثنائية ، والأمر الخامس يذهب إلى الكبد لإطلاق هرمون التجلط ، لو أنه تلقى ضربة سكين ، الدم عندئذ لا يسيل كله. التوجيه النبوي في ذبح الدابة توجيه مذهل ولا يطبق في العالم كله
الدابة أدركت الخطر فالنبض يرتفع إلى مئة و ثمانين نبضة ، لو أن النبض بقي ثمانين نبضة ، يخرج من الدابة خمس الدم فقط ، لو بقي الرأس موصولا بالجسم يتلقى القلب الأمر الاستثنائي من الدماغ ، يرتفع النبض إلى مئة و ثمانين ، عندئذ يندفع الدم كله ، لذلك هذه هي الحكمة من أن النبي أمر بتزكية الذبيحة ، أي أنت حينما تبقي رأسها موصولا بها استفدت من الأمر الاستثنائي الذي يأتي عن طريق الدماغ إلى القلب برفع النبض ، لو قطعت رأسها لا يوجد أمر استثنائي ، ينبض القلب ثمانين نبضة ، يخرج ربع الدم ، ويبقى باقي الدم في الجسم ، لذلك لون اللحم الذي ذبح وفق الطريقة الإسلامية زهري شهي.