الحسين بن علي بن أبي طالب رحمه الله
الحسين بن علي بن أبي طالب، كنيته أبو عبد الله، حفيد رسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن أهل بيته، أبوه علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله وأمير المؤمنين، أمه فاطمة بنت محمد بن عبد الله، وهو ثالث الأئمة المعصومين عندالشيعة، إخوته كثيرون وأشهرهم الحسن بن علي بن أبي طالب، وقد استشهد الحسين في معركة كربلاء، يوم العاشر من محرم سنة 61 هـجري المسمى بعاشوراء، وهو الشهر الذي فيه يحيي ملايين الشيعة ذكرى استشهاد الحسين وأصحابه.
ميلاده ونشأته:
ولد الحسين في الثالث من شعبان في السنة الرابعة للهجرة [1] في المدينة المنورة. روي أن الحسين عندما ولد سر به جده الرسول سروراً عظيماً وذهب إلى بيت فاطمة وحمل الطفل ثم قال: ماذا سميتم ابني؟ قالوا : حرباً فسماه الرسول حسيناً، وعمل عنه عقيقة بكبش وأمر فاطمة بأن تحلق رأسه وتتصدق بوزن شعره ذهب كما فعلت بأخيه الحسن. وإن كانت هذه الرواية موضع نظر لوجود ما يخالفها، فقد ورد في بعض المصادر أن علياً قال: لم أكن لأسبق رسول الإسلام في تسميته، إلا أن الثابت أن النبي هو من سماه وسمى أخاه الحسن.
أدرك الحسين ست سنوات وسبعة أشهر وسبعة أيام من عصر النبوة حيث كان فيها موضع الحب والحنان من جده النبي، فكان كثيراً ما يداعبه ويضمه ويقبله.
فضله ومكانته:
وعن أبي سعيد قال قال النبي محمد: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال أيضاً: "إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا" اخرجه البخاري، وقال: "حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسيناً، الحسن والحسين من الأسباط"، قال: "من أحبهما -أي الحسن والحسين - فقد أحبني" وكان الرسول يدخل في صلاته حتى إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره وكان يطيل السجدة فيسأله بعض أصحابه انك يا رسول الله سجدت سجدة بين ظهراني صلاتك أطلتها حتى ظننا انه قد حدث أمر أو انه يوحى إليك فيقول النبي :"كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته".
حياته وجهاده بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم :
كان الحسين ما زال صغيراً عندما توفي رسول الله ثم ماتت أمه فاطمة. عندما بويع عثمان بن عفان بالخلافة كان الحسين قد تجاوز العشرين من عمره. وقد كان عابداً, زاهداً, عالماً, شجاعاً وحكيماً وسخياً كان الإمام في طليعة الجيش الذي سار لفتح طبرستان بقيادة سعد بن أبي وقاص وقاتل في موقعة الجمل كما قاتل معاوية بن أبي سفيان في موقعة صفين وقاتل الخوارج وتنقل مع جيوش المسلمين لفتح أفريقيا وغزو جرجان وقسطنطينية ويؤكد بعض المؤرخين أن الإمام الحسين زار مصر في عهد عمر بن الخطاب مع جيش الفتح الإسلامي.
زوجاته وأولاده:
زوجاته:
1 - ليلى أو برة بنت أبي عروة بن مسعود الثقفي: أم علي الأوسط الشهيد بكربلاء.
2 - شاه زنان بنت يزدجرد: أم السجاد.
3 - الرباب بنت أمرئ القيس بن عدي: أم سكينة وعلي الأصغر المشهور بعبد الله الرضيع الشهيد بكربلاء
4 - وامرأة من قبيلة بلي أم جعفر
5 - وعلى رواية أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، أم فاطمة.
أبناؤه:
1 - علي زين العابدين وهو الأكبر أمه شاه زنان إبنة يزدجرد الثالث كسرى إيران
2 - علي الأوسط الشهيد بكربلاء أمه ليلى الثقفية
3 - علي الأصغر وهو المشهور بعبد الله الشهيد أمه الرباب من قبيلة كندة
4 - جعفر أمه إمرأة من قبيلة بلي
بناته:
1 - سكينة بنت أم الرباب
2 - فاطمة
3 - زينب
4 - رقية
5 - خولة (مقامها ببعلبك) وأعقب الحسين من ابن واحد وهو زين العابدين وإبنتين، وفي كشف الغمة قيل: «كان له ست بنين وثلاث بنات علي الأكبر الشهيد معه في كربلاء وزين العابدين وعلي الأصغر ومحمد وعبدالله الشهيد معه وجعفر وزينب وسكينة وفاطمة وقال الحافظ عبد العزيز الجنابذي: ولد للحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنه ستة منهم أربعة ذكور وإبنتان.»
شجاعته:
أما شجاعته فقد أنست شجاعة الشجعان وبطولة الأبطال وفروسية الفرسان من مضى ومن سيأتي إلى يوم القيامة، فهو الذي دعا الناس إلى المبارزة فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل مقتلة عظيمة، وهو الذي قال فيه بعض الرواة: والله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جاشا ولا أمضى جنانا ولا أجرأ مقدما منه والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله وإن كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب، ولقد كان يحمل فيهم فينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر، وهو الذي حين سقط عن فرسه إلى الأرض وقد أثخن بالجراح، قاتل راجلا قتال الفارس الشجاع يتقي الرمية ويفترص العورة.و يشد على الشجعان وهو يقول: أ علي تجتمعون، وهو الذي جبن الشجعان وأخافهم وهو بين الموت والحياة حين بدر خولي ليحتز رأسه فضعف وأرعد.و في ذلك يقول السيد حيدر الحلي : عفيرا متى عاينته الكماة يختطف الرعب ألوانها فما أجلت الحرب عن مثله قتيلا يجبن شجعانها و هو الذي صبر على طعن الرماح وضرب السيوف ورمي السهام حتى صارت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ وحتى وجد في ثيابه مائة وعشرون رمية بسهم وفي جسده ثلاث وثلاثون طعنة برمح وأربع وثلاثون ضربة بسيف.