انحن أجسادنا ؟ انحن ألسنتنا ؟ انحن عقولنا ؟
هل حاولت يوما أن تتخيل ذاتك الحقيقه ؟
هل جربت من قبل التخلي عن هذا الجسد ؟ هل حاولت أن تتعدي اسمك ؟ هل استطعت أن تري ؟
أنا لست اسمي. أنا لست هذا الجسد.أنا لست هذا العقل. أنا لست الكلمات
... الصمت ..
فراغ
هائل لكنه دافيء
علي الرغم من الإعجاز العلمي في أجسادنا و الأسرار القابعة في أدمعتنا ففي داخلنا ما هو اكثر إذهالا و غموضا
النفس البشرية اروع و أعمق أسرارنا.
ففيها من النار... الشهوة و الجوع و الغضب و الحقد و الغل
فيها من النور...العفو و التسامح و الحنين
فيها من الطين...الألية و التكرار و الجمود و القصور الذاتي
فيها من الروحانيه...الانطلاق و ألحرية و الشفافيه و الابتكار و الخلق
لكنها أيضأ ليست أيا من ذلك فهي لا تولد ناريه أو نوريه أو طينيه أو روحانيه
لكنها مجرد اماكنيه التنقل بين هذه المراتب المختلفة.
أريد منك الآن أن تغلق عينك و تنظر إلى أعماقك
كن صريحا مع نفسك
تري انك دائم التذبذب بين تلك المراتب
الصوفيون يسمون هذه المراتب بالمقامات
قليل من يستطيعون الاستقرار في المقامات الروحانيه بدون أن يجذبوا مره أخرى إلى أحقاد و مطامع الحياه المادية.
و كثيرون هم من استقروا في المقامات السفلية حيث لا هموم لهم إلا هم البطن و الفرج
و بين هؤلاء أوساط الناس المشتتين بين النار و النور و في كل دقيقه من حياتهم ينشلون انفسهم من نارهم الي نورهم
و كما ندرك جميعا فالشيطان مخلوق من نار
لكي يدخل إلى النفس البشرية يجب أن تنزل النفس الي مرتبته فيحصل تواصل بينهم و يوسوس الشيطان في الإنسان بالشهوة و الغل
أما من كان في المرتبة الروحانيه فهو معزول تماما عن الشيطان فأنفاسه الغليظه لا تستطيع الوصول إلى تلك المقامات العالية
و قد قال الله سبحانه و تعالي في كتابه الكريم "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان"
سيحان الله عز و جل علي إبداعه تلك النفس البشرية القادرة علي أن تمثل و تقبل كل تلك الأدوار علي تفاوتها
و يقول عز و جل عن تلك النفس " و ألهمها فجورها و تقواها "
النفس يمكن أن تتصف بالأسماء ألإلهية فمن البشر الجبار و منهم المنتقم و منهم العفو
و يمكن أن تنزل إلى الصفات الشيطانيه من غل و كره و حقد
أو يصل إلى المرتبة الحيوانيه من شهوه
أو يهبط إلى درجه الجماد في كسله و عجره عن التغير
فالآنسان هو الكتاب الجامع و الكون هو مجرد صفحات فيه
مستوحي من
الجسد و الروح- عالم الاسرار- د/مصطفي محمود