بحثت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس في بغداد السبل التي تتيح للعراق الخروج من العقوبات التي فرضتها عليه الامم المتحدة اثر غزو النظام البائد عام 1990 لدولة الكويت.
رايس اجرت مباحثات مع طيف واسع من الحكومة العراقية بدءا من رئاسة الجمهورية وحتى وزير الخارجية وليس ببعيد عن اقليم الشمال.
واورد بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، حصل (موطني) على نسخة منه، "ان المالكي شدد على ضرورة ان تقوم لجنة المتابعة العراقية الامريكية بما يلزم من اجل اخراج العراق من الفصل السابع"، موضحا بان السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة جددت خلال زيارتها الاولى لبغداد التزام الولايات المتحدة افساح المجال امام العراق للخروج من هذا الفصل.
وقال المالكي خلال الاجتماع الذي شارك فيه الوفد المرافق لرايس وضم مايكل كوربين نائب مساعدة وزيرة الخارجية وروبرت فورد نائب السفير الأمريكي لدى العراق وعدداً آخر من المسؤولين الأمريكيين "ان الاوضاع العامة في العراق امنيا وسياسيا واقتصاديا تتحسن بشكل مستمر واننا قد تجاوزنا مرحلة الخطر التي كانت تهدد وحدة وسيادة البلاد".
واضاف ان مؤتمر الاستثمار الذي عقد في واشنطن وشارك فيه المئات من رجال الاعمال واصحاب الشركات الكبرى شكل منعطفا جديدا في العلاقات العراقية-الامريكية ومؤشرا قويا على حرص البلدين على تنفيذ اتفاقية الاطار الاستراتيجي.
واكد على ضرورة تفعيل اللجنة العراقية-الامريكية المشتركة التي تاخذ على عاتقها متابعة الاجراءات اللازمة لاخراج العراق من الفصل السابع.
وجدد المالكي طلب العراق للامم المتحدة لاجراء تحقيق في تفجيرات الاربعاء الدامي في التاسع عشر من اب الماضي.
من جهتها اكدت سوزان رايس التزام الولايات المتحدة الامريكية بالعمل على اخراج العراق من طائلة الفصل السابع الذي يكبل قدراته في مختلف المجالات.
وعلى الصعيد نفسه فقد اكد الرئيس طالباني خلال اجتماعه مع سوزان رايس، التي تزور العراق للمرة الاولى، اهمية الجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر للكتل السياسية وصولاً إلى رؤية موحدة لإقرار قانون الانتخابات.
واشار بيان رئاسي الى انه تم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية وضرورة تطويرها وتوسيعها فضلاً عن مناقشة آخر المستجدات السياسية على الساحة العراقية.
وسلط طالباني في مستهل اللقاء الضوء على القضايا السياسية المفصلية الحالية في العراق بخاصة موضوع الانتخابات التشريعية القادمة مطلع العام المقبل والنقاش الدائر حول قانون الانتخابات وضرورة إقراره في مجلس النواب العراقي.
واشار طالباني الى ان المجلس السياسي للامن الوطني سيلتئم قريباً لمناقشة إقرار قانون الانتخابات، مشدداً على ضرورة احترام الدستور الذي أوجد حلاً لمسألة كركوك والمتمثل بالمادة 140.
من جانبها أكدت رايس تطلع الولايات المتحدة الأمريكية إلى وصول القادة السياسيين في العراق لحلول مقبولة على طريق إقرار قانون الانتخابات، مجددةً سعي بلادها إلى الاستمرار في دعم التجربة الديمقراطية في العراق.
رايس بحثت مع وزير الخارجية هوشيار زيباري مسالة اخراج العراق من تبعات واحكام الفصل السابع وطرق وسبل تحقيق ذلك في المستقبل القريب، وفقا لما ذكره بيان صادر عن الخارجية العراقية، اشار ايضا الى ان الجانبين بحثا طلب العراق من الامين العام واعضاء مجلس الامن لتسمية موظف دولي رفيع المستوى لزيارة العراق للتحقق من حجم ومدى التدخلات الخارجية والتحقق من هجمات يوم الاربعاء الاسود في الـ19 من اغسطس الماضي والتي أستهدفت المؤسسات السيادية للدولة.
والى شمال العراق حيث وصلت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس الى مدينة اربيل آتية من بغداد، بحثت مع رئيس الاقليم مسعود البارزاني المستجدات السياسية على الساحة العراقية ولا سيما مسألة الانتخابات البرلمانية المقبلة، إضافة إلى علاقات حكومة الاقليم الكردي مع الولايات المتحدة الامريكية.
وبلا شك تكتسب هذه الزيارة اهمية بالغة كونها تأتي بعد ان كانت واشنطن وبغداد اعلنتا الاثنين الماضي عقب اجتماع في واشنطن بين المالكي ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تشكيل لجنة دبلوماسية مشتركة لتحقيق خروج العراق من احكام البند السابع ودعم الجهود المشتركة بين البلدين.